دائما كنت احاول ايجاد سبب لوجود هذه الحياة فالله لا يحتاجنا ونحن لم نكن شيئا من قبل حتى نريد ان نحيا بالنسبة لى السعادة ليس لها معنى انا لا اهتم بهذه الحياة او حتى ان ادخل الجنة لكن لا اريد دخول النار ايضا
و لكن لماذا اكون سعيدة للابد ثم عندما تعبت من البحث بلا جدوى لم اجد ابدا اجابة ولكن وجدت الكثير من الاشياء الاسباب التى جعلتنى افضل ان اعزل نفسى عن كل شخص و كل شىء لن ادخل فى حياة شخص و لن اسمح لشخص بدخول حياتى
اردت فقط ان اكون مع الله لان الله لا يكذب لا يخون لا يظلم فاردت ان اكون معه فقط اردته ان يحبنى اردت ان اكون ذات قيمة عندى ولكن يبدو لى صعب المنال لان انا لست بالمثالية التى كان عليها الرسول حتى يحبنى
قد اكون مخطئة او تجاوزت حدودى حتى اشعر باننى اريد الله ان يحبنى اكثر من اى احد و لكن هذه امنيتى عندما اقوم بخطىء ما اتاكد انها امنية لن تتحقق
ولكن اريد ان افهم شىء واحد ما الذى يجب ان افعله فى حياتى ماذا افعل لقد قضيت مع حزنى فترة كافية حتى اشعر بشىء غريب ان الحزن له طعم جميل عندما شعرت به لم ارده ان يتركنى
لا اريد ان اكون سعيدة اريد فقط ان اكون فى مكان بعيد لا احد يصل اليه وحدى هناك مع الله حتى وان لم اكن افضل شخص ولكن لا اريد ان اكون مع اى شخص اخر
ولكن فى حياتى سوف افعل ما يرضى ربى
وان لم استطع ان اجعل شخصا سعيدا اذا لن اجعله حزينا بالابتعاد عنه لاننى لا اريد ان ارى شخص حزين فذلك يحزننى كم تمنيت لو استطيع ان اجعل كل البشر طيبين حتى لا يدخل احد النار ويحزن ويحبهم الله. سوف اظل منتظرة ذلك اليوم الذى سالاقى فيه ربى و عندها ساكون سعيدة اخيرا :)(:(هل اخطأت فى تفكيرى؟)
بسم الله الرحمن الرحيم .. ابنتي السائلة حفظها الله تعالى وسدد خطاها .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
في البداية أود أن أهنئك بشهر رمضان المبارك وبقرب حلول عيد الفطر المجيد سائلا الله تعالى أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركة والسعادة. كما اقدر فيك اهتمامك بنفسك وسؤالك موقع المستشار عن حالتك النفسية. وأود أن أذكر بأن الأفكار التي تشغل بالك تعتبر نموذجا لما يحصل عند الكثيرين في فترة المراهقة حيث يتعرض الإنسان للتغيرات بشكل جوهري على مختلف الأصعدة، الجسمية والنفسية والانفعالية والاجتماعية وغيرها، والتفكير العميق في الحياة والخلق والكون هي إحدى سمات هذه المرحلة أيضا نظرا لتوسع مدارك الشخص وتفكيره مما يجعله كثير السؤال عما يحيط به.
كما أن الانعزال واضطراب المزاج يميزان فترة المراهقة عند البعض ولكن سرعان ما يزولان بعد حين عندما تستقر الحالة النفسية للشخص. محبة الله تعالى وكسب رضاه والتقرب إليه بالأعمال الصالحة واجتناب السيئات يجب أن يكون هدف كل إنسان سوي مؤمن، لكن المثالية صعبة المنال لا بل مستحيلة! فنحن بشر والله تعالى فطرنا هكذا، ولا بد للإنسان من أن يخطأ! والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوّابون) - أخرجه ابن أبي شيبة 13/187/ وأحمد 3/198/ والترمذي (2499)/ وابن ماجه (4251)، وحديثه القدسي عن أنس رضي الله عنه حيث قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : (يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) الترمذي (294).
وهذا يعني أن الإنسان لا بد أن يقترف الخطايا، لكن العبرة تكون في التوبة النصوح والاستغفار ومحاولة السيطرة على السلوك لاجتناب الخطايا ما أمكن ذلك. أما الانعزال عن الناس فهذا مرفوض ولا أساس له في الدين، حيث لا تستقيم الحياة البشرية بالانعزال والتقوقع عن المجتمع، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، والتعاون والعمل يستوجبان التكاتف والانسجام مع الآخرين وليس الانعزال عنهم والانكفاء على الذات. وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس) (3289 - صحيح الجامع)، و (أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله) (172 - صحيح الجامع)، و (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس) (6662 - صحيح الجامع)، وهنا أيضا يكون نفع الناس بالانسجام معهم وتقديم الخدمة لهم ومساعدتهم، والانعزال هو نقيض ذلك تماما.
خلاصة القول، أحب أن أقول لك أن بوسعك أن تكوني سعيدة مع الآخرين، وفعالة في المجتمع، تفيدين وتستفيدين، ولك في هذا أجر كبير إن شاء الله تعالى، ولكن بعد أن تغيري نفسك وتكوني ايجابية التفكير، وهذا ممكن بدليل قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ونصيحة أخيرة لك، إذا شعرت باضطراب المزاج (اكتئاب شديد أو قلق) ولفترة طويلة بشكل يؤثر عليك بشكل سلبي، في حالة كهذه ينبغي مراجعة طبيب نفساني لتقييم الحالة وعلاجها.
أدعو الله تعالى أن يسعدك ويوفقك ويهدي الجميع سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أ.د. مروان محمد الشربتي
المصدر: موقع المستشار